قبل أعوام من الآن وتحديداً حين انضم الشاب البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوف مانشستريونايتد تعرض السير أليكس فيرجسون لبعض الانتقادات بشأن اختيار اللاعب البرتغالي الذي لا يمتلك أي خبرة ويهتم بتلوين شعره أكثر مما يهتم بأدائه في الملعب.
بيد إن نظرة السير كانت ثاقبة جداً، وها هو الفتى المدلل يتحول إلى لاعب ناضج وخبير تتقاتل من أجله الفرق، كما هو حاصل حالياً من جانب ريال مدريد والذي بسبب رونالدو أصبح في محل الاتهام من قبل المان يونايتد ورفعت شكوى مؤخراً ضده إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم.
رغم تصريحات رئيس الريال كالديرون بالأمس أن عملية انتقال رونالدو لن تتم وأنه لا يمكن رفع شكوى على المان لأنه لا يملك أي دليل على مخاطبات حصلت مع اللاعب، إلا أن المؤشرات تبين بأن البرتغالي يتجه بقوة إلى مدريد بصفقة قياسية بكل تأكيد.
رونالدو أعرب صراحة عن رغبته بالانتقال، وهو يمتلك الحق في ذلك مع مرور ثلاثة أعوام في صفوف المان، أي أن الريال عليه دفع بقية مبلغ عقد رونالدو مع إضافة قيمة الصفقة، في حال كانت رغبة اللاعب في ترك الفريق.
حالة الشد والجذب والنفي والتصريحات هي حالة طبيعية تحدث كل مرة حين يتعلق الأمر بلاعب ينتقل من فريق كبير إلى آخر، خاصة أن كان هذا اللاعب من طراز اللاعبين ذوي الكعب العالي، مثلما حصل مع النجم الفرنسي زين الدين زيدان حين سعى الريال وراءه لضمه إلى صفوفه من اليوفي الإيطالي، ورغم النفي المتكرر لوجود مخاطبات والتصريح بشكل مباشر بأن زيدان باق في السيدة العجوز إلا أن النهاية كانت بانتقال اللاعب الفرنسي بصفقة قياسية بلغت قرابة 75 مليون يورو.
في اعتقادي الشخصي أن مسألة انتقال كريستيانو إلى صفوف الريال مسألة وقت لا أكثر، والصورة ستكون واضحة تماماً بعد انتهاء منافسات كأس الأمم الأوروبية، سواء نجح الشاب البرتغالي في قيادة منتخب بلاده لتعويض خسارة لقب البطولة الماضية أم فشل في تحقيق ذلك، رغم تصريحاته الواثقة بأن اللقب للبرتغال لا محالة.
مع الاعتذار للمان يونايتد ولاحتجاجه لدى الفيفا وتصريحاته ونفيه المتكرر لانتقال اللاعب، إلا أن رونالدو يريد الانتقال، وكذلك والدته تريد أن تراه مرتدياً شعار الريال، وصدقوني هذا اللاعب من النوع الذي لا يريد أن يرى والدته غاضبة