من الذى توسط ؟
تشكو للبابا كيرلس يوما ً أن زوجها الذي سافر إلي الكويت لم يجد عملا ً، لان
الشركة التي كان من المقرر الالتحاق بها تختار موظفيها من الكويتيين أو
الفلسطينيين فقط..
طمأنها البابا كيرلس وأكدّ لها أن زوجها سيلتحق بالشركة ذاتها ..
وبعد أيام ليست بكثيرة تسلمت من زوجها خطابا ً يعرفها أن الشركة قد قبلة
وأنه تسلمّ العمل بها.
ويروي خلال تردده علي الشركة فوجئ بأنهم قد أصدروا خطاب التعيين وأن أحد
المسئولين أخبره بأنهم لايستطيعون أن يردّوا طلبا ً لتلك الشخصية التي لجأ
إليها للتوسط عندهم وأنه قد مدحه كثيرا ً ..
وتقول السيدة الفاضلة أن زوجها كان يستمع الي هذه الأ قوال وهو مذهول أيّ
وساطة التي بذلت ؟
ومن هو الشخص المهم الذي مدحه عندهم ؟
إنها مفاجأة وكاد يعلن أنه لم يوسّط أحدا ً ولكن شيئا ً ألجم لسانه لقد
أرسل الي زوجته معلنا ً تعجبه مشيرا ً الي أنه لم يفهم كيف سارت الأحداث .
ولكن الزوجه كانت تعلم !..
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
صلاة..ام ..نار؟؟؟
في منتصف الستينات انتدب قداسة البابا كيرلس السادس أبونا بيشوى لحضور
مؤتمر
الكنائس العالمي في لبنان ثم جنيف.
فاستأذن أبونا من قداسة البابا أن يسمح له بالمرور أولا على مدينة القدس
لشدة
اشتياقه لهذه الزيارة المقدسة فوافق البابا على طلبه.
وحدث بينما هو بالقدس إنه طلب من الراهب القبطي المسئول هناك يشترك معه
في
صلاة القداس الإلهي.
فرفض الأب الراهب لأن النظام هناك لا يسمح لأي كاهن ضيف أن يصلى...
وفى أثناء الصلاة وبعد تلاوة قانون الإيمان طلب أبونا الراهب من أبونا بيشوى
أن يصلى صلاة الصلح .
.. فتهلل أبونا بيشوى جدا , وبشوق كبير تقدم إلى المذبح وأمسك باللفائف
وبدأ
صلاة الصلح .
ووقف الراهب في جانب الهيكل , وبينما هو ينظر تجاه المذبح إذ
بعمــــــــــود نــــــــــــار
خـــارج من فـم أبونـا بيشــوى ومرتفع نحو السماء
" تـأمــل صديقـي عـمـــق صــــلاته وقوتهــا " .
فذهل للغاية .. وفى ذهوله أوقف أبونا بيشوى عن الصلاة , وأغلق باب الهيكل
,
بعد أن طلب من الشمامسة ترديد أي لحن .. ثم طلب من أبونا بيشوى يعرفه من
هو ؟!
فعرفه أبونا بيشوى بنفسه بمنتهى البساطة . ثم استكملا القداس الإلهي..
الغرق
يحكى أنه فى وقت من الزمان ، كانت هناك جزيرة تقطنها جميع العواطف والأمور
المعنوية. السعادة ، الحزن ، المعرفة ، وكل باقى العواطف بما فيها الحب .
وفى أحد الأيام أُعلمت العواطف أن الجزيرة ستغرق ، وهكذا أصلحت جميع
العواطف
قواربها وراحت تغادر الجزيرة . لكن الحب هو الذى بقى وحده .
أراد الحب أن يبقى حتى آخر لحظة ممكنة . وحينما راحت الجزيرة تغرق فعليا
،
قرر الحب أن يطلب المساعدة .
كانت الثروة تمر بالقرب منه فى قارب فخم . فقال الحب " أيتها الثروة ،هل
تستطيعين أن تأخذينى معك ؟ " . فأجابته الثروة وقالت " لا، أنا لا أستطيع .
فهناك الكثير من الذهب والفضة معى فى القارب . وليس هناك مكان لك . "
فقرر الحب أن يسأل الأناقة والخيلاء ، التى كانت تمر بالقرب منه فى قاربها
البديع . فقال " أيتها الأناقة ، من فضلك أعينينى ! " . فأجابته الأناقة "
أننى
لا لأقدر أن أساعدك ، فأنت كلك مبتل ، وقد تفسد أناقة قاربى " .
وكان الحزن قد اقترب لحظتها من الحب ، فقرر الحب أن يسأله المعونة
فقال " أيها
الحزن ، دعنى أذهب معك . " ، فرد عليه الحزن قائلا " أيها الحب ، أننى
حزين جدا
، حتى أننى أريد أن أبقى بمفردى مع نفسى !. "
ومرت السعادة أيضا لحظتها بالحب، ولكنها كانت فرحة جداً ، حتى أنه لم تسمع
أصلاً الحب وهو يناديها .
وفجأة سمع الحب صوتا يقول " تعال أيها الحب ، سأخذك أنا معى . " وكان
شيخا
متقدما فى الأيام . أحس الحب بالفرح والنشوة حتى أنه نسى أن يسأل هذا
الشيخ عن
اسمه . وعندما وصلوا لليابسة ، مضى الشيخ فى طريقه .
شعر الحب كم هو مدين لهذا الشيخ ، فسأل المعرفة ، وهى الأخرى شيخة متقدمة
فى
الأيام ، " ترى من الذى ساعدنى ؟ " . فأجابته قائلة " لقد كان الزمن ، .
فقال
الحب متسائلاً" الزمن ؟ " .
ثم عاد وتسائل قائلا " ولكن لماذا ، أعاننى الزمن ؟ ".
ابتسمت المعرفة فى وقار حكمة عميقة وأجابته " لأن الزمن وحده ، هو القادر
أن
يفهم كم عظيم هو الحب !!!! ."
" مياه كثيرة لا تستطيع ان تطفئ المحبة و السيول لا تغمرها ان اعطى الانسان
كل
ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا (نشيد الأنشاد 8 : 7) " .
" تراءى لي الرب من بعيد و محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة
(إرميا 31 : 3) " .